سيف الله المسلول

سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه أشهر القادة العسكريين على مستوى العالم فيما يخص الخطط العسكرية خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي أبو سليمان المخزومي، سيف الله، أحد الشجعان المشهورين، لم يقهر في جاهلية ولا الإسلام.



أسلم أول يوم من صفر سنة 8 هـ ، وشهد مؤتة، وانتهت إليه الإمارة يومئذٍ عن غير إمرة، فقاتل يومئذٍ قتالا شديدا لم ير مثله، اندقت في يده تسعة أسياف، ولم تثبت في يده إلا صفيحة يمانية.
و قال رسول الله ﷺ: « أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب، ثم أخذها سيف من سيوف الله ففتح الله على يديه » وقد رُوي: أن خالدا سقطت قلنسوته يوم اليرموك في الحرب فجعل يستحث في طلبها، فعوتب في ذلك فقال: إن فيها شيئا من شعر ناصية رسول الله ﷺ .
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : أنه لما أمر خالدا على حرب أهل الردة قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:« فنعم عبد الله وأخو العشيرة خالد بن الوليد، خالد بن الوليد سيف من سيوف الله سله الله على الكفار والمنافقين ». وقد استعمله ابو بكر رضي الله عنه في حروب أهل الردة ومانعي الزكاة،
وبعد أن استقر الوضع في جزيرة العرب وجهه أبو بكر إلى العراق وحقق بها الانتصارات الكبيرة للمسلمين وفتح بلاد فارس كان لخالد في هذا الميدان ما لم يكن لرجل سواه فقد لقي الفرس وأنصارهم في 11 معركة وقيل 15 معركة لم يهزم في أية منها ولم يخطئ ولم يخفق في أي عمل عسكري
بُعْد أن حقق خالد بن الوليد انتصارات عظيمة في أرض فارس، كان الموقف لا يزال متأزمًا في دمشق بالشام، فقرر أبو بكر الصديق أن يرسله إلى الشام ، لأن الموقف في الشام متوتر، على العكس من فارس فالوضع هناك مطمئن جدًّا، فأرسل خطابًا إلى خالد، بعد أن استشار مجلس الحرب
و قال الصديق: «والله لأُنسينَّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد .... » كان لخالد بن الوليد شرف قيادة المسلمين في معركة أجنادين الأولي، و معركة اليرموك كبري معارك المسلمين ضد الروم
خالد بن الوليد لايزال هو أشهر القادة العسكريين على مستوى العالم فيما يخص الخطط العسكرية بشكل عام وخطط الانسحاب المتقنة بشكل خاص حيث قاد أول حرب خارجية يخوضها المسلمون وهي غزوة "مؤتة"، بعد استشهاد قادة الجيش الثلاثة بالتوالي، زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن رواحة
و غزوة "مؤتة " التي صمد فيها 3000 مقاتل مسلم أمام 100 ألف من الروم تقريبا ، ستة أيام كاملة، وفي اليوم السابع قام قائد الجيش خالد بن الوليد بانسحاب تكتيكي ناجح وبأقل الخسائر. في إنقاذ جيش المسلمين، من خلال مَكيدة حربية، فقد أدار المعركة نهاراً بشكل طبيعي .
وفي الليل أمر مجموعة من المسلمين بأن يخرجوا إلى خلف الجبال ليعودوا فجراً مثيرين للغبار رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل، فيظن الروم بأن مددا قد أتى للمسلمين. وقام بحيلة عسكرية فريدة من نوعها،مازالت تدرس فى الاكاديميات العسكرية العالمية إلى الآن
إذ غير الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة والمقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، لتختلف الوجوه على الروم، ويعتقدوا على غير الحقيقة أن مددا عسكرياً قد أتى لجيش المسلمين. ثم فاجأهم خالد بالهجوم على قلب جيشهم وكاد يصل إلى قائدهم، وهنا رأى الروم أن جيش المسلمين ينتصر بالمدد الذي وصل إليهم
ثم فوجئوا بخالد بن الوليد ينسحب، فظنوا أنها خدعة منه، فلم يتبعوا جيش المسلمين والتزموا مواقعهم، فيما انسحب خالد انسحابا تكتيكيا منظما وعاد بجيشه سالما غانما إلى المدينة المنورة وقد بلغ خالد بن الوليد ذروة عظمته
يوم آتاه كتاب أمير المؤمنين الفاروق عمر بعزله عن القيادة "" وهو في قمة انتصاراته فصدع بالأمر ، وأسلم القيادة لخلفه أبو عبيدة بن الجراح وبنفس راضية تحول المنتصر الكبير خالد بن الوليد إلي جندي في جيش المسلمين بعد أن كان قائد للجيش فقد كان رحمه الله طرازا فريدا بين الناس
لما مات خالد بن الوليد لم يدع إلا فرسه وسلاحه وغلامه ، فقال عمر رضي الله عنه : رحم الله أبا سليمان ، كان على ما ظنناه به عن أبي وائل قال : اجتمع نسوة بني المغيرة في دار خالد يبكينه ، فقال عمر : ما عليهن أن يرقن من دموعهن ..
📚 / أسد الغابة/ سير أعلام النبلاء/ البداية والنهاية

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الماسة الزرقاء