العلاقة العجيبة بين (سانتا كلوز) و(الأريسيين) الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم!

بابا نويل [Papa Noel] والذي يسمى عند البعض (سانتا كلوز)[Santa Claus] هو شخصية خرافية، توجد عند النصارى، وهي معروفة غالبًا بأنها رجل عجوز ضحوك وسعيد دائمًا، يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر، وبأطراف بيضاء، وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض.


وقصة (سانتا كلوز) مأخوذة من قصة القديس (نيكولاس) وهو أسقف (ميرا) الواقعة على الحدود التركية الآن.

وكان هذا النيكولاس  قد حضر مجمع نيقية سنة 325م، وهو أول مجمع اجتمع فيه علماء النصارى وأساقفتهم لمناقشة عقيدة النصارى في المسيح عليه السلام، وكان من هؤلاء القساوسة والأساقفة قس يدعى (آريوس)، وكان موحدًا بالله يشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله، وقام آريوس بشرح عقيدة التوحيد ودحض الشبهات حول تأليه المسيح، فقام القديس نيكولاس (بابا نويل) بلطمه على وجهه وسبه.

ولم يكتف بهذا وإنما قام بممارسة إرهابه ضد الموحدين، فقام بهدم الكنائس الموحدة (التي تؤمن أن عيسى رسول الله) في المقاطعة التي كان هو أسقفًا عليها، وإحراقها، مدعيًا أنه يقوم بنزع الأرواح الشريرة منها.

ولإخفاء هذه الحقيقة المروعة عن النصارى، قامت الكنيسة لاحقًا بتلفيق قصة مزورة عن قديسها المزيف لخداع النصارى منذ نعومة أظافرهم، لكي ينشئوا على حب هذا الأسقف الذي حرف دين المسيح عليه السلام، فقامت الكنيسة بسرقة أسطورة موجودة في التراث الإسكندنافي، لرجل عندهم اسمه (أودين) جعلوه إلهًا، كان يطير بمركبته في الشتاء ليوزع الهدايا يوم 25 من ديسمبر، فسرقت الكنيسة عربته الطائرة وهداياه، وألصقوها بقديسهم المزيف نيكولاس، الذي حرف عقيدة المسيح عليه السلام، وحرق الموحدين.

وأما قصة آريوس وأتباعه الذين كانوا يؤمنون بلا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله، فقد قال بعض أهل العلم كالإمام الطحاوي والإمام ابن حزم وطائفة من العلماء أنهم هم المقصودون بقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم أرسل إلى هرقل ملك الروم: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ: سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى، أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ». صحيح البخاري (7)، صحيح مسلم (1773).

يقول بن الحجر في شرحه لمعنى الأريسيين: «وَذكر بن حَزْمٍ أَنَّ أَتْبَاعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَرِيسٍ كَانُوا أَهْلَ مَمْلَكَةِ هِرَقْلَ وَرَدَّهُ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الْأَرِيسِيِّينَ كَانُوا قَلِيلًا وَمَا كَانُوا يُظْهِرُونَ رَأْيَهُمْ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُنْكِرُونَ التَّثْلِيثَ وَمَا أَظُنُّ قَوْلَ بن حَزْمٍ إِلَّا عَنْ أَصْلٍ فَإِنَّهُ لَا يُجَازِفُ فِي النَّقْلِ». فتح الباري لابن حجر (8/ 221).

ولعله هو المعني أيضًا بقول عروة بن الزبير رضي الله عنهما: «صَنَعَتِ النَّصَارَى الْإِنْجِيلَ وَأَدْخَلَتْ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ وَبَقِيَ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ عَلَى الْحَقِّ وَالدِّينِ».

فكان المدعو (بابا نويل) أو (سانتا كلوز) هو الذي قتل الموحدين وحرف دينهم!!

المصادر:

مجمع نيقيه الأول للأستاذة الدكتورة  زينب عبد العزيز، أستاذ الحضارة الفرنسية.
هل تعرف معنى كلمة (كريسماس) و(بابا نويل) ؟! ، لهاني الشيخ جمعة سهل، المشرف العام على مجموعة مواقع رواد التميز.
مفاتيح الغيب للرازي (12/414).
فتح الباري لابن حجر (8/ 221).
مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ للباحث جهاد الترباني (123).

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة الماسة الزرقاء